
ضمن الحملة الأمنية التي تقودها السلطات السورية ضد بقايا وفلول النظام السابق، أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت، إلقاء القبض على وسيم الأسد، ابن عم الرئيس السابق بشار الأسد، وأحد أبرز المتهمين بتزعم شبكات إجرامية مرتبطة بالاتجار بالمخدرات خلال عهد نظام الأسد.
وبحسب بيان رسمي للوزارة، نشرت وكالة الأنباء السورية نسخة عنه على منصة إكس، فقد جرى توقيف وسيم الأسد في “عملية أمنية محكمة” نُفذت بالتنسيق بين جهاز الاستخبارات العامة وإدارة المهام الخاصة، حيث تم استدراجه إلى كمين في منطقة تلكلخ بمحافظة حمص، القريبة من الحدود اللبنانية، دون أي مقاومة تذكر.ووصف البيان الرسمي الصادر عن الداخلية عملية توقيف وسيم الاسد على أنها “تصعيداً في جهود السلطات لمحاسبة المتورطين في جرائم المرحلة السابقة”.
ويعد توقيف وسيم الأسد أول خطوة من نوعها تطال أحد أفراد الدائرة الاقرب الضيقة لعائلة بشار الاسد منذ سقوط النظام في شهر ديسمبر/كانون الثاني. رغم أن وسيم الأسد لم يشغل أي منصب رسمي في مؤسسات الدولة السورية في عهد بشار الأسد، إلا أنه كان يًعرف داخل الأوساط السياسية والعسكرية السورية بصفته واجهة غير معلنة لشبكات النفوذ المحلي. وممثلاً غير رسمي للعائلة الحاكمة في مناطق عدة، خصوصاً في الساحل السوري، حيث بنى علاقاته ونفوذه الواسع المطلق بالاعتماد على لقبه العائلي وانتمائه المباشر لآل الأسد.
وخلال العقد الأخير، لعب وسيم الاسد دوراً محورياً في إنشاء وتمويل وحدات شبه عسكرية موالية للنظام السابق، خصوصاً في بداية الحراك السوري في أعوامه الأولى، حيث ظهر وسيم الأسد مسلحاً بلباس عسكري في مقاطع وصور على منصات التواصل الاجتماعي، محاطاً بمقاتلين وسيارات فارهة.
وتحول الأسد لاحقاً إلى اسم بارز في ملفات الجريمة المنظمة، لا سيما في شبكات التهريب عبر الحدود مع لبنان، وتحديداً الاتجار بالكبتاغون، حيث نسب الاتجار بهذا المخدر بشكل مباشر إلى العائلة الحاكمة في سوريا في عهد الأسد، وتحولت إلى مصدر دخل رئيسي لنظام الأسد، وفقاً للتقارير الإعلامية.
واعتبرت منظمات حقوقية ومصادر استخباراتية وسيم الأسد جزءاً من “حركة مافياوية” داخل الدولة السورية، استفاد من الفوضى والحرب لتكوين ثروات ضخمة، وبسط سيطرته ونفوذه على المعابر والمناطق الحدودية.
يجدر الذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية كانت قد فرضت في العام 2023 عقوبات على وسيم الأسد، متهمة إياه بأنه “شخصية محورية في شبكة إقليمية لتهريب المخدرات”، بينما أكدت الإدارة الامريكية أنه قاد وحدة عسكرية خاصة، ساهمت في تأمين طرق التهريب وتوفير الحماية للعمليات العابرة للحدود.
مشاركة :